أخبار العالم

مقابلة حصرية مع المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية صامويل واربيرغ: أولوياتنا ليست احتلال قطاع غزة أو تقليص الأراضي الفلسطينية أو التهجير القسري


أجرى المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية صامويل واربيرج مقابلة خاصة مع “المصري اليوم” حول الوضع الحالي لأزمة غزة، والذي أكد واربيرج أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى تقليص أراضي فلسطين أو فرض حصار عليها. الإزاحة.

وأضاف واربيرج أن الولايات المتحدة أيضًا لا ترغب في احتلال غزة، وناقش خطط أمريكا لحل الأزمة، والطريق نحو إعادة الإعمار، وتقديم المساعدات وتسهيل وقف إطلاق النار في نهاية المطاف – مع التطرق أيضًا إلى الدور المحوري الذي تلعبه مصر في هذا الصدد.

بداية، كيف ترى دور مصر في إنهاء الحرب على غزة؟

وتعد مصر دولة رائدة في السلام، وتلعب دورًا رئيسيًا في حل قضية غزة من خلال الاتصالات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي جو بايدن، أو الزيارات المتكررة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى القاهرة.

نثمن جهود مصر من خلال التعاون العميق، وبدون مصر لن تدخل أي مساعدات إلى هذا القطاع.

وللقاهرة أيضا دور في المفاوضات والعمل على إطلاق سراح الرهائن، ولدينا علاقات طويلة الأمد مع مصر في مختلف الأمور.

هل هناك إمكانية لالتزام إسرائيل بقرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة؟

أفضل طريقة لوقف إطلاق النار هي إجراء مفاوضات مباشرة بين حماس وإسرائيل عبر وسطاء في مصر وأميركا وقطر، ولا يوجد قرار أممي يساهم في إنهاء الحرب أو نهايتها أو حتى التوصل إلى هدنة، وهو ما تعتقد واشنطن أنه أمر ضروري. من المهم تنفيذه لمدة ستة أسابيع.

لكن كل ذلك سيأتي من خلال المفاوضات وليس من خلال الضغط الأميركي أو مجلس الأمن.

لكننا قدمنا ​​مشروعاً متوازناً مبنياً على مشاورات العديد من الدول، لكن كلاً من الصين وروسيا استغلتا حق النقض ولم تدينا حركة حماس، كون المشروع مقدم من واشنطن.

لكن موسكو وبكين رفضتا الخطط الأمريكية لأنها لم تنص على وقف إطلاق النار. وكذلك إسرائيل لا تستجيب للمفاوضات وتواصل جرائمها ضد أهل قطاع غزة؟

ولم نرى أي إدانة من روسيا أو الصين لما فعلته حركة حماس يوم 7 أكتوبر الماضي، وحماس تتحمل المسؤولية.

أما المفاوضات فهي مستمرة، وأميركا لا تزال متفائلة بإمكانية التوصل إلى هدنة للإفراج عن الرهائن.

لا يمكننا أن نتحدث باسم إسرائيل أو حماس، إذ لا نجري مفاوضات مباشرة مع الحركة.

وفيما يتعلق بوقف إطلاق النار، كان الفلسطينيون يعلقون آمالهم على تنفيذه قبل شهر رمضان، وإذا كان الشهر على وشك الانتهاء فهل ننتظر حتى يتزامن مع عيد الفطر؟ كيف تصف الحرب المستمرة؟ هل تعتبرها “إبادة جماعية”؟ متى ستنتهي الحرب؟

ليس لدى الولايات المتحدة إمكانية إعلان وقف إطلاق النار، بل إن الأمر يتعلق بطرفي الصراع: حماس وإسرائيل.

ويأتي مسار العمل الإسرائيلي الحالي رداً على عملية “طوفان الأقصى” إذ لم تشن تل أبيب قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر تلك الحرب. كانت هناك 500 شاحنة تعبر يوميا تدخل قطاع غزة، والحرب الحالية هي بين إسرائيل وحماس وليس مع الشعب الفلسطيني.

لا يمكننا الدخول في تكهنات، فحماس تخفي أسلحة تحت بيوت المدنيين، ونحن نريد عودة الشعب الفلسطيني إلى الأماكن التي شرد منها.

أليس مقتل أكثر من 32 ألف شخص؟د عشرات الآلاف من الجرحى دليل كاف على أن إسرائيل تقتل الشعب الفلسطيني؟

ورصدنا استشهاد أكثر من 32 ألف فلسطيني، وهناك ضحايا من الجانبين.

نحن لا نقارن الأرقام – فهدف إسرائيل هو هزيمة حماس وإطلاق سراح الرهائن، وأولوياتنا ليست احتلال قطاع غزة، أو تقليص الأراضي الفلسطينية، أو التهجير القسري.

ولا تزال أمريكا وإسرائيل تطالبان بالقضاء على حماس. وإذا حدث ذلك، مع من ستتفاوض على إطلاق سراح السجناء؟ وهل هناك دور للحركة في السلطة مستقبلا؟

نريد سلطة فلسطينية موحدة توفر كافة الخدمات الأساسية للشعب الفلسطيني بعد انتهاء الحرب.

الشعب الفلسطيني هو من سيقرر مصيره، والقرار ليس بيد أمريكا أو إسرائيل.

ما زلنا نلاحظ عودة حماس إلى الأراضي التي قالت إسرائيل في السابق إنها تسيطر عليها، وأعتقد أن حماس ليس لديها إمكانية للعب دور مستقبلي في حكومة ما بعد الحرب.

هناك تهديدات مستمرة من تل أبيب بغزو مدينة رفح الفلسطينية. ماذا تعرف عن هذا؟

لدينا مخاوف بهذا الشأن، ولكننا حتى الآن لا نرى أي خطوة واضحة من إسرائيل لاجتياح رفح.

قمنا بدعوة فريق إسرائيلي لتقديم النصائح، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألغى زيارة الوفد، لكن أتيحت لنا الفرصة للتحدث مع وزير الجيش الإسرائيلي.

فهل يعني ذلك أن هناك خلافا بين نتنياهو وبايدن؟

إسرائيل وأميركا دولتان ذات سيادة، ولدينا اتفاق واختلاف في وجهات النظر مع مرور العقود.

ونريد أيضا أن يعيش الشعب الفلسطيني في سلام.

هل ستشارك الولايات المتحدة في إعادة الإعمار؟

ومن السابق لأوانه الحديث عن هذا الأمر والخوض في التفاصيل.

منذ سنوات ونحن أكبر دولة من حيث تقديم المساعدات لقطاع غزة، وهناك دول في أوروبا، وحتى في العالم كله، مستعدة للمساعدة في إعادة الإعمار.

ما نقوم به حاليا هو التركيز على دخول الأدوية والمواد الغذائية، سواء عن طريق الدروبشيبينغ والمنافذ الجوية أو البحرية، خاصة أن المعابر لم تكن كافية لدخول المساعدات الكافية لتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني.

وما زلنا نمارس الضغوط على إسرائيل التي فتحت معبر كرم أبو سالم والميناء لدخول المساعدات وليس للعبور. الوضع الإنساني صعب ونحن نستخدم كافة الوسائل سواء برا أو بحرا أو جوا.

عملنا مستمر لإنهاء الحرب، لكن يجب ألا ننسى أن هناك تحديات داخل القطاع، إذ لا يوجد من لديه القدرة على توزيع المساعدات.

فالولايات المتحدة متهمة بالتواطؤ مع إسرائيل في الحرب، فكيف تكون هناك يد تساعد تل أبيب بالسلاح ومحاولة إيصال المساعدات إلى غزة؟

العلاقات بين أمريكا وإسرائيل ليست نتيجة “طوفان الأقصى”، بل هي موجودة على مدى العقود الماضية ونحن نشجع التطبيع معها.

لم يطرأ أي تغيير على العلاقة، وعندما نرى أن تل أبيب تتعرض للخطر فمن الطبيعي أن ندعمها، وفي المقابل نساعد الفلسطينيين مثل أي شعب آخر.

هل أثرت الحرب الإسرائيلية على غزة على الدعم الأمريكي المقدم لأوكرانيا؟

تعمل الولايات المتحدة على جميع القضايا، بما في ذلك الحرب الروسية على أوكرانيا، وتمارس واشنطن الدبلوماسية، وتعمل من خلال مجلس الأمن القومي في وقت واحد على قضايا متعددة.

فواشنطن لم ولن تتخلى عن مساعدتها لكييف، وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتقد أنه بدخوله الحرب، يمكنه تفكيك منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وبدلاً من ذلك، أصبحت أكثر قوة وتحالفاً وعضوية بعد انضمام فنلندا والسويد.

كما أصبحت العلاقة بين أميركا وأوروبا أعمق من أي وقت مضى، ويركز الرئيس بايدن على التحالفات وتعزيزها.

ويعقد كل شهر اجتماع بين واشنطن وأكثر من 50 دولة لدعم أوكرانيا.

إذن ما هو الحل للقضية الفلسطينية؟

نسعى إلى تطبيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية عمليا وليس مجرد كلام على الورق.

لن نقف مكتوفي الأيدي، ولا بد من تحديد وقت لذلك، لكن الأمر حاليا صعب للغاية في ظل الحرب المستمرة.

كما يجب أن نأخذ في الاعتبار وجهات النظر العربية والأفكار المصرية والسعودية والأردنية نحو الحل.

ولا نعرف متى سيتم التوصل إلى حل الدولتين، في ظل عدم وجود موقف موحد داخل إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بأحزابها السياسية.

الصحفي خالد الشامي يحاور المتحدث الرسمي الإقليمي لوزارة الخارجية الأمريكية صامويل واربيرج.
الصحفي خالد الشامي يحاور المتحدث الرسمي الإقليمي لوزارة الخارجية الأمريكية صامويل واربيرج.

مصدر صورة العنوان: موقع وزارة الخارجية الأمريكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى