منوعات

صياغة مستقبل أكثر خضرة: قصة سناء محمد


عمان – في الأردن، وسط الخطاب المزدهر حول الاستدامة البيئية والابتكار، تتكشف رواية سناء محمد – وهي شهادة على قوة التفكير البصير والإشراف البيئي في عالم الموضة. إن رحلتها من مصممة طموحة إلى رائدة في مجال الأزياء المستدامة هي مثال على كيف يمكن للإبداع، عندما يتماشى مع قضية الحفاظ على البيئة، أن يمهد الطريق لمساهمات مجتمعية كبيرة وتحويل الصناعة.

بدأ مشروع سناء بإدراك بسيط وعميق لنفايات المنسوجات المفرطة التي يعاني منها كوكبنا. مسلحة بشغف بالتصميم والالتزام بإحداث فرق، وضعت نصب عينيها تحويل الدنيم والأقمشة الأخرى المهملة إلى شيء جميل وقيم. لم يكن هذا مجرد مشروع، بل كان مهمة لإدخال روح مستدامة في صناعة الأزياء.

جاءت نقطة التحول في رحلتها من خلال شراكة تكافلية مع مصنع محلي، وهو التعاون الذي بث الحياة في تصميماتها المبتكرة. ومع ذلك، لم يكن هذا المسعى مجرد مسعى فردي، بل تم تعزيزه بشكل كبير من خلال الدعم الذي قدمته مسابقة خيط لتصميم الأزياء التي نظمتها منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، والتي أدركت إمكانات مبادراتها للمساهمة في نمو واستدامة صناعة الأزياء في الأردن.

تجمع مبادرة خيط بين المصممين والمصنعين الأردنيين الناشئين بهدف دعم المصممين المحليين ومساعدة المصنعين على إنشاء منتجات جديدة للأسواق الدولية. وقد ساعدت المبادرة على تحسين مهاراتهم، وشجعت التواصل، وساعدت في خلق فرص عمل، وبالتالي تمكينهم من إعالة أسرهم.

وتقول: “في الشدائد، وجدت الإمكانات”. لقد ذهب نهجها إلى ما هو أبعد من مجرد صياغة الملابس؛ كان الأمر يتعلق بإعادة تعريف مستقبل الموضة، وإرساء الأساس لنموذج مستدام يدعم الإشراف البيئي مع تعزيز التنمية الاقتصادية.

اليوم، تقف سناء كرائدة، تلهم الآخرين لتحدي التقاليد وتبني الممارسات المستدامة في صناعة الأزياء. يعد عملها بمثابة دعوة مقنعة للعمل، وتحثنا على إعادة التفكير في كيفية رؤيتنا للنفايات والاستدامة في الموضة. من خلال إبداعها ومثابرتها وتفانيها، لا تقتصر سناء محمد على ابتكار الأزياء؛ إنها تقود حركة نحو مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا، مما يثبت أنه من خلال الابتكار والالتزام، فإن تحويل نسيج صناعة الأزياء ليس ممكنًا فحسب، بل إنه أمر حتمي.

*هذه القصة عبارة عن مجموعة من الروايات التي ساهمت بها اليونيسف، واليونيدو، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وصندوق الأمم المتحدة للسكان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى