جريدة البلاد | راحلون وبصمتهم باقية: محمد علي زينل.. الحجازي مؤسس مدارس الفلاحين

رغم أصل الحجازي لعميد التجارة العرب في الهند، ولأنه أحد أبرز المشاهير في مجال الذكاء الاصطناعي في الخليج العربي، إلا أن محمد علي زينل، بحكم صلاته الإنسانية وروابطه، تمكنه من العمل في الذكاء الاصطناعي في الخليج، وأصبح من أبرز علماء الخليج الذين أثروا تأثيره المتعاظم في النواحي المذكورة، وشبكة الهند وتتعاقد معها والتي تعمل لصالح عميد الجالية العربية في الهند دون منازع، وقد اشتغلت في بتجارة اللؤلؤ منذ العقود التجارية.

ملاجئ أيتام والأرامل
ذلك ما صدقه كتاب “النخبة البحرينية في الهند”.. مع نهاية القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين “الوجود بحريني في الهند”..للمؤلفين يوسف صلاح الدين وسام عباس السبع، وما ورد في الكتاب، أن زينل كان يشتري اللآلئ من الفصول الغوص من المساهمات الخاصة في البحرين ودبي ثم يصنف هذه اللآلئ بعد ثقبها وصقلها على مدى عقود وحلي حلقان، وبيعها حسب أصنافها في العواصم العالمية والأوروبية، حيث مكاتبه التجارية في لندن وباريس وبومباي، حتى لقب بملك اللؤلؤ في العالم، حرص على الجبة والواجهة الحجازية، وقد خذ بلباسه هذا في زياراته الكثيرة إلى مكاتبه وهناك. وافتتح مكتبًا له في باريس دائمًا في فرنسا في عام 1920م، وأدار خلاله تجارته في تسويق وبيع اللؤلؤ، ورفض إشهار إفلاسه على ضوء التداول العالمي، وأصر على إيقاف ديونه الكامل للنوك. بالرغم من خسارته بكثرة من 90% من ثروته، كان يقترض ليستمر في التوافق على ملاجئ الأرامل والأيتام وتحمل مصاريف التعليم في مدارس الفلاحين وطلاب الابتعاث.

مدارس الفلاح
أسس مدارس الفلاح في جدة عام 1902م، وهي نواة التعليم النظامي بالجزيرة العربية، وجعل التعليم بها مجانيا حيث ألحقها بفروع في مكة (1909م)، ثم في البحرين وبومباي ودبي وحضرموت. اتخذ محمد علي زينل في الوعي الهندي، التاجر العربي الذي ساهم في تنمية الهند الوطنية إذ كان صديقا شخصيًا لجواهر لال نهرو، أول رئيس وزراء في الهند، إضافة إلى تأسيسه جمعية الصداقة العربية الهندية التي قدمت الدعم للجمعيات والهيئات التعليمية والاجتماعية في أرجاء الهند. وحظي بعلاقات وطيدة، مع الزعماء والملوك والقادة في العالم العربي والإسلام وكافة أمراء الخليج العربي. توفي في بومباي في الثاني من شعبان عام 1389 هـ (1969 م) عن عمر ناهز التسعين والهند.