الجنيه المصري يفقد أكثر من ثلث قيمته مع تعويم إشارات البنوك
القاهرة – أعلن البنك المركزي المصري، الأربعاء، عن تعويم الجنيه في خطوة للحصول على قروض طارئة من صندوق النقد الدولي، مما أدى إلى خسارة العملة أكثر من ثلث قيمتها.
ورفع البنك أيضا سعر الفائدة الرئيسي على الودائع إلى مستوى قياسي بلغ 27.25 بالمئة مع تحركه لكبح التضخم في الاقتصاد المعتمد على الاستيراد والذي تضرر من انخفاضات حادة في عائداته من العملة الصعبة.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان البنك سيواصل جهوده لإدارة انخفاض قيمة الجنيه أم أن قوى السوق ستكون حرة تماما في تحديد سعر صرف موحد جديد.
ومن المتوقع أن يعلن البنك المزيد من التفاصيل في مؤتمر صحفي من المقرر عقده مساء الأربعاء.
وبحلول الساعة 3:00 مساءً (13:00 بتوقيت جرينتش)، تم تداول الجنيه المصري عند مستوى قياسي منخفض بلغ 50.6 جنيهًا للدولار الأمريكي، بعد أكثر من عام من استقرار سعر الصرف الرسمي عند حوالي 30.9 جنيهًا.
وفي اجتماع مفاجئ بشأن السياسة النقدية الأربعاء، تعهد البنك المركزي “بالسماح بتحديد سعر الصرف من قبل قوى السوق”، قائلا في بيان إن “توحيد سعر الصرف أمر بالغ الأهمية”.
وتجري مصر محادثات مع صندوق النقد الدولي بشأن زيادة قيمة تسهيل قرض بقيمة 3 مليارات دولار تم الاتفاق عليه بالفعل مع الصندوق.
وكان سعر الصرف المرن بالكامل والسياسة النقدية الأكثر تشددا من بين الشروط التي فرضها صندوق النقد الدولي، وقد تم تأجيل شرائح القروض مرارا وتكرارا حتى المضي قدما في الإصلاحات.
ونقلت وكالة أنباء إكسترا نيوز المرتبطة بالدولة عن “مصدر رفيع المستوى” قوله إن اتفاقية جديدة مع صندوق النقد الدولي “سيتم التوقيع عليها في غضون ساعات”.
وقبل إعلانات يوم الأربعاء، كانت مصر قد خفضت بالفعل قيمة عملتها ثلاث مرات في السنوات الأخيرة. لكنها أحجمت في السابق عن تعويم الجنيه بالكامل، مشيرة إلى مخاوف من تأثير ذلك على المصريين، الذين يعيش ثلثاهم تحت خط الفقر أو على خط الفقر.
ويقول محللون إن القاهرة تشجعت على اتخاذ القرار بشأن إصلاح سعر الصرف بعد الإعلان أواخر الشهر الماضي عن استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 35 مليار دولار من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتسبب النقص الحاد في العملات الأجنبية على مدى أشهر في ارتفاع سعر السوق الموازية إلى 70 جنيها للدولار في وقت سابق من هذا العام، قبل أن ينخفض إلى مستوى أقرب إلى السعر الرسمي بعد أن أودعت الإمارات شريحة أولى بقيمة 15 مليار دولار.
سيولة العملات الأجنبية
منذ أن بدأت الأزمة الأخيرة في أوائل عام 2022، كان الاقتصاد المصري – الذي يعتمد بشكل كامل تقريبًا على المنتجات أو المدخلات المستوردة – ينهار في ظل التضخم المتفشي، الذي وصل إلى مستوى قياسي بلغ حوالي 40 في المائة في أغسطس الماضي.
ووصف البنك المركزي تحركه لرفع أسعار الفائدة يوم الأربعاء بأنه محاولة “لتسريع عملية التشديد النقدي من أجل تسريع مسار تراجع التضخم وضمان انخفاض التضخم الأساسي”.
وقال البنك أيضًا إنه “تم تأمين التمويل الكافي لتوفير سيولة النقد الأجنبي”، بعد مخاوف من عدم قدرة مصر على خدمة ديونها الخارجية بعد سنوات من الاقتراض الثقيل.
وتضخم الدين الخارجي لمصر إلى 164.7 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل تكلفة خدمته إلى 42 مليار دولار هذا العام. وفي فبراير، بلغ احتياطي البلاد من العملات الأجنبية 35.3 مليار دولار.
تعرض الاقتصاد المصري، الذي تهيمن عليه الشركات المرتبطة بالجيش والذي ركز لسنوات على مشاريع البنية التحتية الضخمة باهظة الثمن، لضربة قوية من سلسلة من الصدمات الأخيرة.
وشهدت حرب أوكرانيا سحب المستثمرين المليارات من البلاد، في حين ارتفعت تكلفة القمح والواردات الأخرى.
وانخفضت تحويلات العاملين المصريين في الخارج – المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية – بنسبة تصل إلى 30 في المائة في الفترة من يوليو إلى سبتمبر 2023 فقط، وفقًا لأرقام البنك المركزي.
ومؤخراً، أدت الهجمات التي شنها المتمردون الحوثيون في اليمن على السفن في البحر الأحمر إلى خفض رسوم قناة السويس الحيوية بنسبة 40 إلى 50 في المائة.
اكتشاف المزيد من موقع الشامسي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.