مغامر عماني ينطلق في رحلة حج لمسافة 2500 كيلومتر إلى مكة

مسقط – في مسعى ملهم لمواصلة إرث أجداده، قام بخيت سالم محمد العامري، البالغ من العمر 58 عامًا، من سكان سدح بمحافظة ظفار، برحلة رائعة.

في الأول من يناير، انطلق العامري من مجمع السلطان قابوس الثقافي في صلالة في رحلة حج بطول 2500 كيلومتر إلى مكة، بهدف إعادة الرحلة الشاقة التي قام بها أسلافه لأداء مناسك الحج والعمرة.

وهذا التقليد، الذي تلاشى منذ حوالي 70 عامًا، شهد معاناة الأسلاف من مصاعب هائلة أثناء سيرهم عبر مساحات لا نهاية لها من الصحراء القاحلة الغادرة، وغالبًا ما يكون ذلك دون الحصول على الخدمات الأساسية. بعد أن قطع مسافة 1900 كيلومتر، تحدث العامري مسقط ديلي من أبها في المملكة العربية السعودية، وأعرب عن تفاؤله بإكمال فريضة الحج بحلول 14 مارس.

وأوضح أن “هذه المسيرة عبر الصحراء ليست فقط اختبارًا للقدرة البدنية على التحمل، ولكنها أيضًا مسعى روحي لتجربة التحديات التي واجهها حجاج الماضي”.

رحلة العامري مليئة بالتحديات، بما في ذلك الظروف الجوية السيئة والإجهاد البدني، لكن تصميمه لا يتزعزع. ويهدف إلى الترويج للمشي باعتباره تمرينًا مفيدًا ويحرص على الانغماس في الثقافات والتقاليد المحلية للمناطق التي يمر بها.

كما تعد الرحلة بمثابة منصة لتسليط الضوء على السياحة والتراث العماني، والتقاليد والعادات المشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي.

“أحاول تجربة النضالات والمعاناة التي كان على أسلافنا مواجهتها.”

يحظى العامري بدعم من وزارة الثقافة والرياضة والشباب لمسيرته ويخطط لمواصلة الترويج للسياحة الداخلية والحفاظ على البيئة من خلال فريق مغامرات سدح الذي هو عضو نشط فيه.

ستأخذه مغامرته التالية في رحلة عبر دول مجلس التعاون الخليجي، بدءًا من المملكة العربية السعودية مروراً بالإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين قبل أن تنتهي في مسقط. “أهدف من خلال هذه الرحلة إلى رفع مستوى الوعي حول الحفاظ على البيئة والطاقة النظيفة والحاجة إلى الحد من انبعاثات الكربون في دول مجلس التعاون الخليجي.”

العامري شغوف بتحفيز الشباب على ممارسة الرياضة، مؤكدا على أهمية اللياقة البدنية في تحقيق تطلعات الفرد. “من خلال هذه الرحلات، آمل أن ألهم الجيل القادم لاستكشاف وتقدير الجمال الطبيعي والتراث الثقافي لوطنهم وخارجه.”