جريدة البلاد | “فَنَحنُ لَكُمْ أَبَا سَلمَان جُنْدٌ”

قصيدة مهداة إلى مقام صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم بمناسبة ذكرى ذكرى العمل الوطني.

دَعَـوتُ اللهَ رَبَّ العَـالَمِيْـنَـا

يُدِيْـمَ نَعِـيْمَـهُ أَبَـدًا عَـلـَيْـنَـا

أرَى البَحْـرَين سَائـرةً بِـدَربٍ

مُعَـبَّـدَةٍ بِعَـزْمِ الـوَاثِقِـيْـنَـا

وَلَـيْسَ لَـنَـا خِـيَـارٌ فِـيهِ إِلَّا

بَأَنْ نَـبْقَى بِـعَـزْمٍ سَائِـرِيْنَـا

تَسِيرُ إلى المَعالِي في ثَبَاتٍ

بَحَـولِ اللهِ نُصْبِحُ بَـالِغُيْنَـا

وَقَـائِدُنَـا بِهَ مِلِكٌ عَـظِـيْمٌ

وذَلـكَ فَضْـــلُ رَبِّ العَـالَـمـِيـْنَا

مَلِيْكٌ لَيسَ يِعْجِـزُهُ سَبِـيلٌ

يُعالِجُ كُلَّ صَعْـبٍ كَي يَلـِيْنَـا

وَلَـمْ نَخْشَ التَّـأَخُرَ في طَـرِيقٍ

فَـقَـدْ كُـنَّـا بِعَـزْمِـكَ وَاثِقـِيْنَـا

سَعَـيْتَ إلَى المـعَـالِي بِاقْـتِـدَارٍ

وَ نَحْـنُ بِفَضْـلِكُمْ حَمَـدٌ سَعَـيْنَـا

تَـوَلَا أَمْـرَنَـا مَـلِـكٌ قَـدِيْـرٌ

غـدَا رَمْـزًَا لِكُـلِ القَـادِرِيْنَـا

فَقَـامَ لَـنَـا أَبُـو سَلمَـان يَـبْـنِي

مَهَـارَتُـهُ تَفُـوقُ المَـاهِـرِيْنَـا

فَـبِالمِيْثَاقِ أَرْسَى خَـيْرَ نَهْـجٍ

لِـنَبْـقَى فِي هُـدَاهُ مُوَحَّـدِيْنَـا

فَـذَا حَـمَـدٌ بِفِـكْـرٍ مُسْتَـنِـيْرٍ

أَنَـارَ الـدَّربَ حَـتَّى نَسْتَبِيْـنَـا

فَـرُؤيَـتُكُـمْ أَبَـا سَلْمَان صَـارَتْ

مَنَـارًَا عِـنْـدَ كُـلِّ المُـصْلِحِيْنَـا

وَصَارَ العَـدْلُ لِلـرُؤيَا أَسَاسًا

فَصَـارَ أَسَاسُ نَهْـضَتِنَـا مَتِيْـنَـا

بِـهِ صَـبرٌ وَإِيْـثَـارٌ وَحِـلْمٌ

بِـهِ جُـودٌ يَفُـوقُ الأَجْـوَدِيْـنَـا

فَـرَاحَـتُـهُ كَـمِـزْنٍ فَـاضَ غَـيْثـًا

لِـيَسْبِقَ بِـالعَـطَاءِ السَّائلِـيْنَـا

بَنَى البَحْرَين صَرْحًا لَا يِجَارَى

غـدَتْ مِـنْ فَضْلِهِ بَلَـدًا أَمِيْنَـا

فَـقَـامتْ نَهْضَةٌ فِي كُـلِّ مَـنْحًى

عَـلاى عِـلْمٍ وَجُهَـدِ العَامِلِيْـنَـا

تُـوَفِّـرُ لِلمُـوَاطِنِ رَغْـدَ عَـيْشٍ

لِـنَـبْـقَى هـانِـئـين مُـنَـعَّـمِـيْـنَـا

فَـإِسْكَـانٌ وَتَـعْلِـيْمُ وَطِـبٌّ

عَـلاى الإنْجَازِ ظَـلُّـوا شاهِـدِيْنَـا

فَـطَابَ لَـنَـا المَقَـامُ بِأَرضِ عِـزٍّ

وَعِشْنَـا فِي رُبَاهاـا آمِنِـيْنَـا

فَـلا عَجَـبٌ فَـإِنَّ لَـنَـا مَـلِـيْـكٌ

وَعَى التَّطْوِيْرَ صَارَ بِـهِ مَكِـيْنَـا

فَسَاسَ بِلَادَنَـا عَـدْلًا وَحِلْـمـًا

وَكَـان بِحُكْمِـهِ وَرِعـًا رَصِيْنَـا

يَـذُودُ عَـنِ البِلَادِ بِكُـلِّ حَـزْمٍ

رَأَيْنَـا بَأْسَ فَـارِسَنَـا يَـقِـيْـنَـا

فَأنْـتَ لَـنَـا أَبـا سَلْمَـان حُصْنٌ

فَـمَـا كُـنَّـا بِـيَـومٍ خـائِـفِـيْـنَـا

فَـلا نخْشَى وَ لَا يُخْشَى عَلَيْنَـا

أَبُو سَلْمَان مَنْ يَحْمِي العَـرِيْنَا

إذَا كَـان الحِمَى يَحْمِـيْهِ لَـيْثٌ

بَهَـيْبـَتِـهِ يَصُـدُّ المُعْـتَـدِيْنَـا

فَـدُمْ حـدٌ لِشَعْـبِكَ خَـيرَ حَـامٍ

نَظَـلُّ لِمَـا وَهْـبْتُـمْ شاكِـرِيْنَـا

نَصَحْتَ لَنَا وَكُنْتَ لَنَا وَفِيًّـا

لِقَـولِكَ سَوفَ نَبْـقَى مُنْصِـتِيْنَـا

وَطَعَـتُنَـا لَكُـمْ فَـرضٌ عَلَـيْنَـا

لَكُـمْ حَمَـدٌ سَنَـبْـقَى طَائِعِـيْـنَـا

وَإِنْ نَـادَيْتَنَا حَـمَـدٌ نُـلَـبِّي

وَنَـأتِيْكُـمْ جُمُـوعـًا مُسْرِعِـيْنَـا

فَخُذْ أَرْوَاحَـنَا إِنْ شِئْتَ رُخْصًا

لِـكَ الأَرْوَاحَ نَـبْـقَى بَـاذِلِـيْـنَـا

فَنَحْـنُ لَكُـمْ أَبَـا سَلمَـان جُـنْـدٌ

سَنَبْـقَى مَا حَـيِيْنَـا مُخْـلِصِيْنَـا

قَطَعْـنَا يَـا أبَـا سَلْمَان عَـهْـدَا

نُجَـدِّدُهُ عَلَى مَـرِّ السِّنِـيْـنَـا

بـأَنْ نَحْمِي بِلَادًا أَنْـتَ فِـيْهَـا

وَأَنْ نَبْـقَى عُـيُـونَـًا سَاهِـرِيْنَـا

وَبَـايَعْـنَـاكَ يَـا حَمَـدٌ مَلِـيْكًـا

وَأَقْسمْـنَا لَكُـمْ حَمَدُ اليَمـِيْنَـا

د. عبد أحمد لله منصور آل سعيد