جريدة البلاد | “يُوبِيْلُكَ الفِضيُّ”
قصيدة مهداة إلى مقام ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بمناسبة مرور خمسة وخمسة عظماء على تولي جلالته مقاليد الحكم في جميع أنحاء العالم.
“يُوبِيْلُكَ الفِضيُّ”
قَـدْ جَـاءَ يَـومٌ تَـوَّجَ الأَمْجَـادَا
وَلَـنَا جَمِيـلَ الـذِّكْرَيَاتِ أَعَـادَا
طُفْتُ الـبِلادَ جَمِـيعَها مُـتَأَمِّلًا
أَمْجَـادَهَا وَ رِجَالَهَا الـرُّوَّادَا
فَـاستَـوقَفتْنِي جَـنَّـةٌ بِجَـمَالِهَـا
تَسْبِي العُيُون وَتَأْسُرُ الأكْـبَادَا
وَ إذَا بِهَا البَحرَينُ مَهْدُ طُفُولَتِي
أكْـبَرتُ فِـيْهَـا أَهْـلَهَـا الأجْـوَادَا
وَقَـفَ الجَمَالُ لِحُسْنِهَا مُتَفَحِّصًا
فَلِمِثْـلِ حُسْنِ جَمَالِهَا ما اعـتَادَا
فَـلقَـدَ رَآهَـا تَحْـتَـفِي بِـمَلِـيْكِـها
وَالنَّاسُ مِنْ فَرطِ الهَوَى تَتَهَادَى
يَـومٌ بِـهِ حَمَـدٌ تَـقَـلَّـد حِكْـمَـهَـا
وَ بِـهِ بَـدَأْنَـا نَـعْرِفُ الأعْـيادَا
حَـدَثٌ عَظِـيمٌ كَان في تاريخِـنَـا
ضَرَبَ القَـدِيرُ لَـنَـا بِهِ مِيـعَـادا
عَـمَّ السُّرُورُ بِـلَادَنَـا بِمَجِـيْـئِكُمْ
فَالكُـلُّ بِاسمِكَ قَـائِدَاً قـدْ نَادَى
هُـوَ رُبْعُ قَـرنٍ مُذْ حَكمتَ خِلَالُهُ
قَـدْ كُـنْتَ تُـعْـلِي لِلبِلادِ عِـمَـادَا
يُـوبِيْـلُكَ الفِـضِّي يَشْهَـدُ أَنَّكُـمْ
مَـلِكٌ مُلِئْتَ شَهَـامَـةً وَسَدَادَا
يُـوبِيْلُكَ الفِـضِيُّ بَـرْهَـنَ أَنَّكُـمْ
فَـذٌّ وَ لَـنْ نَـلْقَى لَكُـمْ أَنْـدَادَا
يُوبِيْلُكَ الفِـضِّيُّ أَثْـبَتَ أَنَّـكُمْ
فُقْـتَ المُـلُوكَ مَهابَـةً وَجِهَـادَا
أَحْـيَيْتَ ذَاكِـرَةَ الـزَّمـان بِفِكْرِنَـا
نَسْتـذْكُـرُ الآبـاءَ وَ الأجْدَادَا
أَحْيَيْتَ ذِكْـرَهُـمُ بِمَـا أَسْدَيتَهُ
وَجَاءَتَ إرْثَ السَّابِقِين مِدَادَا
عُـشرون عَـاماً قـَدْ تَلـَتْهَا خَمْسَةٌ
في صَرَحِ مَجْـدٍ تَضرُبُ الأوتَادَا
فِي رُبْعِ قَـرنٍ يَـا أبَـا سَلمانَ مَـا
بَرِحَـتْ يَمِـينُكَ تَنْـشُرُ الأسعَـادا
يَـومٌ تَـوَلّـَيْتَ الـقِـيَادَةَ قَـدْ غَـدَا
حُـلماً جَمِـيـلاً بَـلْ وَقُلْ مِيــلادَا
هُـوَ رُبْعُ قَـرنٍ كُلُّهُ، حَمَدٌ، أتى
رَغَـدَاً لِشَعْـبِكَ، نَعمـةً وَرَشَادَا
تَلِكَ السِّينْ وَأَنْتَ تَعْمَـلُ جَاهِـدَاً
فَـغَـدَتْ كَمَـا حَمَـدٌ لَهُـنَّ أرَادَا
مَـراتْ عَـلَيْنَـا مِـلْـئَهُـنَّ مَكَـارِمٌ
وَ مَـلَأتَهُـنَّ مَحَـبَّـةً وَوِدَادَا
خططْتَ يا حَمَـدٌ لِأَعْظَمِ نَهْضَةٍ
وَلَهَا قَـدَحْـتُمْ فِـكْـرَكَ الـوَقَّـادَا
حَقََّـقـتَ رُؤيَتَـكَ الـتَي دَش فيهتَهَـا
حَـقَّـقْـتَ لِلشَّعْبِ الـوَفِيِّ مُـرَادا
قَـدْ نَالَتْ البَحـرَينُ ذُروٍةَ مَجدِها
من يومِ أن حَمدٌ لَهَـا قَـد قَـادَا
فَـبَنَيْتَ مَملَكَةً غَـدَت بِـكَ جـنَّـةً
إنجَـازُكُمْ قَـدْ أَبْـهَـرَ الأشهَـادا
يَـا أَيُّـهَـا المَـلِكُ المُـعَظَّـمْ إِنَّكُـم
نِـعْـمَ المَـلِيْكُ مَتَى أَرَادَ أَجَـادَا
فَـلَكُـم أبـا سَلمَان كُـلّ مَحَـبَّـةٍ
فَـلَـقَـدْ مَلأتُـم بِـالـفِخَـارِ فُـؤادَا
عَـلَّمْـتَنَـا نَحْـيَـا الحَـياةَ بِعِـزَّةٍ
وَلِـذَا غَـدَونَـا في الوَرَى أسيادَا
رَمزُ التسامُحِ وَالمحَـبَّةِ وَالنَّدَى
لا نَـعْـرِفُ الأَضْغَان وَالأحقَـادَا
وَ غَـدَت بِلادُكَ لِلـوِفادِةِ وَاحَـةً
حَـمَـدٌ فَـطَـبعُكَ تِكـرِمُ الـوُفَّـادَا
وَ غَادت بِفَـضلِكَ وحَةً لِلسِّلمِ قَـدْ
أَضْحَـتْ لِمَن نَشَدَ السَّلام سِنَادا
تِـلْكَ السِّنِـين بَـدَتْ تَمُـرُّ سَرِيْعَـةً
يَمْضِي الجَـمِيْلُ بِسُرْعَـةٍ لِـيُعَـادَا
حَـمَـدٌ فَـإِنَّـا وَاثـِقُـونَ بَـأَنَّكُـمْ
سَتَزِيْدُ مِنْهَـا طَابَ من قَـدْ زَادا
د. عبد الله أحمد منصور آل رضي
اكتشاف المزيد من موقع الشامسي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.