نحو ثقافة السلام العادل
انطلقت مؤخراً فعاليات المنتدى العالمي الثالث لثقافة السلام العادل في القاهرة خلال الفترة من 20 إلى 22 فبراير.
نظمته مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية ممثلة في المجلس الأعلى للثقافة تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
انطلق المنتدى بحضور عدد كبير من القادة والمثقفين والمفكرين والشخصيات الثقافية من مختلف أنحاء العالم، يرافقهم أولئك الذين جاءوا بدعوة كريمة من مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية للمشاركة في الحدث.
إنني أعتبر كل واحد من هؤلاء المثقفين البارزين أشبه بالموسوعات المتنقلة، التي تفاخر بكم هائل من الإنجازات العلمية والعملية.
هدفي من هذا المقال هو تسليط الضوء على الجلسات والأوراق التي قدمها الباحثون والمتحدثون خلال الحدث – ولكن قبل أن أفعل ذلك، أود أن أشكر مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية على تنظيمها للحدث، وعلى حسن تنظيمها. استقبال كما هو معتاد في عائلة الشاعر ورجل الأعمال الكويتي الراحل عبد العزيز سعود البابطين.
كما أشكر كنانة على استضافة المنتدى، كما أتوجه بالتحية والتقدير لرجل السلام نفسه الرئيس عبد الفتاح السيسي على رعايته الكريمة لمنتدى ثقافة السلام العادل.
- السلام والتنمية السياسية
انطلق المنتدى مع بداية جلساته. ناقشت الندوة الأولى موضوع “السلام والتنمية السياسية” وانقسمت إلى قسمين:
وناقش الجزء الأول “كفاءات الإدارة الحكومية والتطوير”. وكان المتحاورون والمتحدثون هم السير توني بالدري من إنجلترا والدكتور محمد الرميحي من الكويت، الذين قدموا العديد من الاقتراحات والنقاط البارزة حول كيف وما هي الحلول التي يمكن للأنظمة السياسية أن تقدمها لتعزيز السلام.
وتضمنت الندوة التي انطلقت عدة منهجيات لافتة للنظر، إلى جانب اقتراح مجموعة متنوعة من الآليات التي تدعو وتدرس كيفية تطوير السياسة من أجل السلام العادل.
وضمت جلسة “السلام والتنمية السياسية” بعنوان “المشاركة الشعبية والتنمية” الدكتور عربين سي سي من ألبانيا والدكتور معتز سلامة من مصر كمتحدثين.
حملت هذه الجلسة مجموعة متميزة من المناقشات، أهمها ما يتعلق بمدى تأثير المشاركة الشعبية في تحقيق السلام، وأهمية ثقافة السلام في المجتمع، ومدى أهمية مشاركة المجتمع في تحقيق السلام العادل. .
- السلام والتنمية المؤسسية
وتضمنت الجلسة الثانية مناقشات حول السلام والتنمية المؤسسية. وقد اتبعت شكل الجلسات السابقة، حيث تم تقسيم الموضوع إلى جزأين.
سلط الجزء الأول الضوء على بناء المؤسسات ودوره في تعزيز التنمية – وكان المتحدثون الرئيسيون هم جان كريستوف باس من فرنسا والدكتور نهاد محمود من مصر.
أما الجزء الثاني فقد ضم متحدثين لامعين، وهم السفير جيمس وات من إنجلترا والدكتورة منى المالكي من المملكة العربية السعودية، الذين تطرقوا إلى دور المنظمات غير الحكومية في التنمية.
- السلام والتنمية الاجتماعية
وفي اليوم التالي، الأربعاء 21 فبراير، انعقدت الجلسة الثالثة للمنتدى حول السلام والتنمية الاجتماعية، وانقسمت مرة أخرى إلى قسمين:
استضافت الجزء الأول الدكتورة جيلدا هوزا من ألبانيا والدكتورة نيفين مسعد من مصر، حيث أكدا معًا على أهمية إشراك النساء والشباب والأقليات في المجتمع.
أما الجزء الثاني فقد سلط الضوء على توجهات برامج التنمية في مجالات الصحة والتعليم والتحضر، قدمه المتحدثان الدكتور جوردون ساموت من مالطا والدكتور أنس بوهلال من فنلندا.
- السلام والتنمية الثقافية
اختتم اليوم الثاني لمنتدى السلام العادل بجلسته الرابعة والتي كانت بعنوان “السلام والتنمية الثقافية”.
ويتبع سير الجلسات السابقة، مع البحث في العرض والمناقشة من خلال جزأين.
تناول القسم الأول جدلية التراث والتحديث، وأدارها الدكتور كارستن شويرب من مالطا والأستاذ زهير توفيق من الأردن.
ثم ألقى الدكتور خان بيدرو من إسبانيا والسيد عبد الإله بلقزيز من المغرب الضوء على إشكالية مفهوم الدولة الوطنية للجزء الثاني من الدورة.
انعقدت يوم الخميس 22 فبراير الجلسة الختامية للمنتدى العالمي الثالث لثقافة السلام العادل مع توصيات المنتدى.
وناقشت الجلسة الأخيرة السلام والتنمية الاقتصادية في إطار المنافسة بين السوق الحرة والأسواق الاشتراكية. وتحدث فيها الدكتور يوليوس سين من إنجلترا، عامر التميمي من الكويت، الدكتور أنستاس أنجيلي والدكتورة نيفيلا راما من ألبانيا.
ورغم أن المنتدى اختتم أعماله قبل بضعة أيام، إلا أن كلماته لا تزال تتردد – تضيء سماء العالم بثقافة السلام العادل.
سيرة المؤلف
نرمين الحوطي أستاذ مشارك بقسم النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت.
حاصلة على دكتوراه في فلسفة النقد الأدبي، وهي خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية.
الحوطي هو عضو في رابطة الأدباء ورابطة الصحفيين، كما أنه عضو في لجان التحكيم الأدبي للمسرح أو الشعر في الكويت والدول العربية الأخرى.
لها العديد من المقالات في الصحف والمجلات والعديد من الكتب حول الأعمال المسرحية الهامة التي تتناول قضايا المرأة، آخرها “المرأة في مسرح إسماعيل عبد الله”.
تم اختيارها كمتحدثة في العديد من الفعاليات الثقافية الهامة وشاركت في العديد من الندوات في جميع أنحاء المنطقة العربية.
اكتشاف المزيد من موقع الشامسي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.