قصة نور محمد: عدسة القدرة على الصمود وتحويل الشدائد إلى مناصرة
عمان – إن رحلة نور، المحفورة بالمرونة والتحول، تنسج من خلال نسيج اللحظات الأكثر تحديًا وانتصارًا في حياتها. تبدأ قصتها بفتاة صغيرة تغادر سوريا، تحتضن أحلامها وسط أنقاض منزلها، بحثاً عن ملجأ وأمان في مخيم الزعتري بالأردن.
كانت المشاعر المختلطة المتمثلة في لم الشمل والخسارة هي التي ميزت وصولها، لكن سعيها للتعليم هو الذي تألق بشكل مشرق على خلفية النزوح. كان تصميمها هو البوصلة التي ترشدها عبر مستنقع الزواج المبكر – وهو قرار مغلف ببراءة أحلام الشباب ولكنه يتحول إلى واقع صارخ بعيد كل البعد عن تطلعاتها.
لقد دفع الزواج نور إلى عالم من المسؤوليات والتوقعات، وهو خروج صارخ عن الحياة التي تصورتها. كانت روحها محاصرة داخل حدود منزل جديد، وكانت تتوق إلى الحرية، والهروب من ثقل الطاعة والعبودية القمعي. كشفت السنوات اللاحقة عن التحديات والعزلة، ولم تؤدي قرارات زوجها إلا إلى تعميق يأسها. ومع ذلك، في أعماق حزنها العميق، تومض صمود نور، ورفض أن ينطفئ.
اختارت نور الحرية على الحبس، وسلكت طريق العزلة، تاركة وراءها حياة كانت تسعى إلى إضعاف نورها. قادتها رحلتها إلى مركز كويست سكوب للشباب، الذي يدعمه صندوق الأمم المتحدة للسكان، حيث اكتشفت مجتمعًا يحتضنها.
وهنا، وجدت نور صوتها وهدفها من خلال الدورات التدريبية التي وسعت آفاقها وأشعلت شغفها بالتصوير الفوتوغرافي. أصبحت الكاميرا أداة تمكينها، وهي العدسة التي تمكنت من خلالها من التقاط جوهر تجاربها ومحنة من حولها. لقد كانت وسيلة للدعوة، ووسيلة لتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها المرأة، وخاصة مخاطر الزواج المبكر.
لقد تجاوز التصوير الفوتوغرافي كونه مجرد مهنة بالنسبة لنور؛ أصبحت “زاويتها البديلة”، وسيلة لرؤية وتصوير العالم بوضوح وتعاطف جديدين. في عمر 24 عامًا، كانت رحلة نور من طفلة لاجئة إلى مدافعة عن حقوق المرأة بمثابة شهادة على روحها التي لا تقهر. وتمتد مناصرتها إلى ما هو أبعد من كاميرتها، حيث تنصح بشدة ضد الزواج المبكر، وتحث الفتيات والآباء على حد سواء على تصور مستقبل تحدده الأحلام والتطلعات، وليس القيود المجتمعية.
*هذه القصة عبارة عن مجموعة من الروايات التي ساهمت بها اليونيسف، واليونيدو، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وصندوق الأمم المتحدة للسكان.
اكتشاف المزيد من موقع الشامسي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.