رحلة نقوشية في وادي باير: تفسير النقوش النبطية
عمان- الباير هي محطة مياه ومقر قوافل قديم يقع في جنوب شرق الأردن. خلال العصور القديمة، كانت تجارة البخور مصدر دخل مهم للقبائل العربية والمملكة النبطية وجميع الأطراف المعنية، حيث كانت تربط الشواطئ الجنوبية لشبه الجزيرة العربية بغزة وبصرى وبابل من الشمال الغربي والشمال. وادي باير نفسه هو وادي يبلغ طوله 100 كيلومتر ويمر عبر اتجاهات الجنوب الشرقي إلى الشمال الشرقي، ويربط سوريا وبابل بالجزيرة العربية.
لسنوات عديدة، درس علماء النقوش الأردنيون والأجانب النقوش في ذلك الجزء النائي من الأردن، وأشار بعضهم إلى الهيمنة السياسية النبطية على القبائل المحلية والمجموعات العرقية.
وقال هاني هياجنة من جامعة اليرموك في إربد: “استخدمت القبائل العربية اللغة النبطية كلغة تجارية مع مصفوفة اتصالاتها”، مضيفاً أن النقوش ثنائية اللغة و/أو النقوش النبطية لا يمكنها إعطاء إجابة معينة حول الخلفية العرقية لمؤلفي النقوش الموجودة في النبطية. منطقة هشما
للنقوش جانب ثقافي مهم حيث ذكرت الآلهة المشتركة للعمونيين والموآبيين والأدوميين بالإضافة إلى تشكيل القبائل في شرق الأردن في القرن الأول قبل الميلاد.
وقال الهياجنة: “قد يشير النص إلى أن الكيانات السياسية في شرق الأردن في العصر الحديدي، مثل عمون وموآب وأدوم، كانت منظمة على أسس قبلية، وليس كوحدات سياسية وإقليمية محددة ذات هياكل إدارية وهرمية صارمة”، مضيفًا أن العلاقة بين السكان المستقرين والبدو كان لا بد من التفاوض دائمًا.
تعتبر النقوش الموجودة في وادي باير أيضًا دليلاً على أن القبائل الشرقية الأردنية تحركت نحو الأطراف الجنوبية الشرقية للصحراء وأن مؤلفي النقوش ربما كانوا تجارًا.
“من الناحية الدينية، ملككم وكمس وقوص، كانوا ثلاثة آلهة، والإشارة إليهم معًا في نفس النص تشير إلى أن المؤلف أراد استدعاء جميعهم الذين يعبدون في أرض العمونيين والموآبيين والأدوميين”. وأشار إلى أن هذه الآلهة شكلت نظامًا عقائديًا للقبائل في شرق الأردن.
تاريخ النقش غير معروف، وهي مسألة تكهنات لأنه ربما تم كتابتها في زمن الهيمنة السياسية الفارسية. وقال البروفيسور إن عبادة قوص تمثل فترة انتقالية بين الفترتين الفارسية والهلنستية (323 قبل الميلاد)، مضيفا أن النص الآرامي من الكرك يشير إلى الإله الموآبي كرموش. تم عبادة كرموش بعد أن فقدت موآب استقلالها عام 63 قبل الميلاد.
كما تم العثور على نقوش يونانية ولاتينية في وادي باير واستنتجت جاكلين كالزيني أن اسم سابينوس المذكور في إحداها يمكن أن يشير إلى جندي روماني من أصل محلي حيث أن منطقة وادي باير “لم تكن بعيدة عن خط رئيسي من الحصون الرومانية”، الممتدة من بصرفو أيلة (العقبة)، الهياجنة.
اكتشاف المزيد من موقع الشامسي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.