دور الإعلام محوري في تعزيز مكانة الإمارات عالمياً
أكد وزير الاقتصاد، عبدالله بن طوق، خلال منتدى الإعلام الإماراتي أن دولة الإمارات قطعت بفضل رؤية وتوجيهات قيادتها الرشيدة أشواطاً واسعةً في إحداث تحول نوعي في نموذجها الاقتصادي ليكون أكثر مرونةً واستباقيةً ومواكبةً للاتجاهات المستقبلية، وهو اليوم نموذج اقتصادي رائد ويتميز بمواصفات عالمية كفيلة بأن تجعل من دولة الإمارات شريكاً رئيساً لمعظم الأسواق العالمية، ووجهة مفضلة للشركات والأعمال الريادية، خصوصاً في قطاعات الاقتصاد الجديد.
بدورها أعربت مديرة نادي دبي للصحافة الدكتورة ميثاء بنت عيسى بوحميد، عن خالص الشكر والتقدير لعبدالله بن طوق، لما قدمه في كلمته من رؤى وتحليلات قيّمة حول الأهمية المركزية لقطاع الإعلام في مختلف الملفات الاقتصادية والتنموية لدولة الإمارات، مؤكدة أن مشاركته كمتحدث رئيس في المنتدى وما قدمه من رؤية وأفكار من شأنها تمكين الإعلام المحلي من تطوير إعلام اقتصادي يواكب المستجدات، سواء من ناحية المحتوى أو وسائل وأدوات نقله إلى المتلقي، إضافة إلى المساعدة على تكوين رسالة إعلامية موحدة تعكس مواقف دولة الإمارات الواضحة حيال مختلف المتغيرات الراهنة والمستقبلية.
وأضافت بوحميد خلال إلقائها الكلمة الافتتاحية للمنتدى: «أن منتدى الإعلام الإماراتي باعتباره التجمع الأكبر من نوعه للقيادات الإعلامية في الدولة، أسهم خلال السنوات الماضية في وضع تصورات ورؤى للنهوض بقدرات الإعلام الإماراتي والانتقال به إلى مستويات تنافسية أعلى».
وقالت: «مع انطلاق الدورة التاسعة للمنتدى نطمح إلى مرحلة جديدة ونقاشٍ شفافٍ وصريح، لتسريع خطوات العبور إلى المستقبل الذي تطمح له القيادة الحكيمة، وكذلك مختلف النخب وصناع الإعلام الإماراتي، مؤكدة أن متطلبات المرحلة الحالية كبيرة، والجميع شركاء في وضع الإعلام الإماراتي في موقعه المميز».
وتابعت أن نادي دبي للصحافة حمل منذ نشأته مسؤوليته الوطنية، فعمل على تدريب وتأهيل المواهب والكفاءات الإعلامية من الصفين الثاني والثالث، ولايزال مستمراً في حمل هذه المسؤولية، حيث شهد النادي اليوم توقيع اتفاقية برنامج «صناع المحتوى الاقتصادي» بين مجلس دبي للإعلام ووزارة الاقتصاد، والذي يهدف إلى بناء إعلام اقتصادي متميز ومؤثر.
وأضافت: «دولة الإمارات دائماً تحت الأضواء، وهذا يتطلب إعلاماً على قدرٍ عالٍ من المسؤولية، يواكب رؤية وتطلعات القيادة، ليس فقط على المستوى الداخلي وإنما على المستوى الخارجي أيضاً، فكما خطابنا الإعلامي الداخلي مهم ومؤثر، نريد لإعلامنا أن يمتلك الأدوات والأساليب التي تمكنه من بناء خطابٍ إعلامي مؤثر في محيطنا الإقليمي والدولي كذلك». وأكدت بوحميد أن «الإعلام الوطني هو التعبير الحقيقي لشكل المستقبل الذي نطمح له، ومرآة قصة الإمارات وشعبها الطموح».
وفي أجواء تنظيمية، جاء النقاش صريحاً وبناءً واتّسم برغبة حقيقية من جميع المشاركين في إحداث نقلة نوعية في قطاع الإعلام الإماراتي، حيث تطرقوا إلى جملة من الموضوعات المهمة التي تتعلق بأبرز التحديات التي يواجهها القطاع حالياً، والرؤى والأفكار التي أسهموا بها في سبيل الارتقاء بمنظومة العمل الإعلامي.
غياب البيانات الحكومية
حيث بدأ النقاش بسؤال وجهته مديرة الجلسة هند النقبي، من «دبي للإعلام»، إلى رئيس التحرير التنفيذي في «صحيفة الخليج»، رائد برقاوي، حول تقيمه الشخصي للمستوى الذي وصله الإعلام الإماراتي بالمقارنة مع تجارب الدول الإقليمية، وقال برقاوي، خلال الإجابة عن السؤال الموجه إليه: إن «الإعلام المحلي خلال فترات سابقة كان متأخراً عن مواكبة ملف الاقتصاد، ولكنه اليوم أفضل حالاً». مشيراً إلى أن الإعلام الاقتصادي في الدولة يعاني حالياً من تحدٍ متمثل في عزوف مسؤول الاقتصاد عن إعطاء بيانات وأرقام من المؤسسات الحكومة، وهذا يؤثر بشكل مباشر على الإعلام، لأن المعلومات هي أساس بناء إعلام اقتصادي، مؤكداً أن الإعلام الإماراتي هو الأفضل خليجياً وعربياً.
ورداً على سؤال وجه إلى منى غانم المري، حول الاتفاقية الموقعة بين مجلس دبي للإعلام ووزارة الاقتصاد، قالت: «قطاع الإعلام بحاجة إلى كفاءات في مختلف المجالات وأكثرها إلحاحاً الجانب الاقتصادي، باعتبارنا نعيش في دولة قائمة على الاقتصاد، ومن هذا المنطلق وقعنا اليوم اتفاقية تعاون مع وزارة الاقتصاد لدعم صناع المحتوى من جميع الفئات والتخصصات الإعلامية والصحافية». لافتة إلى أن الهدف من الاتفاقية ليس فقط تدريب وتطوير المواهب والكفاءات الإعلامية.. وإنما أيضاً صناعة محتوى اقتصادي وإعلامي مبتكر.
خطاب إعلامي بلغة مبتكرة
ورداً على سؤال حول بناء الصورة الإعلامية الرسمية للدولة في الخارج في ظل تعدد الملفات والقضايا وتنوّع المنصات الإعلامية، وأيهما الأكثر إلحاحاً الخطاب الإعلامي المحلي أم الخارجي، قال المدير العام لوكالة أنباء الإمارات «وام»، محمد جلال الريسي، إن «الإمارات.. دولة عالمية، ويعيش على أرضها 200 جنسية من ثقافات عالمية مختلفة، ولديها مقرات لشركات عالمية.. ومن السهل ملاحظة أن كل ما تقوله دولة الإمارات نبدأ بسماع صداه حول العالم، وهذا بكل تأكيد يفرض مسؤولية مضاعفة للمؤسسات الإعلامية».
وأضاف: «من المهم أن نعمل على تعزيز خطابنا الإعلامي الداخلي في ظل تواجد هذا الكم من الثقافات على أرض الدولة، ولكن في السياق ذاته المطلوب أن نعمل على تعزيز خطابنا الإعلامي الخارجي بلغة وأدوات مختلفة ومبتكرة».
فيما أشار عضو المجلس الوطني الاتحادي، المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، ضرار بالهول، إلى «أهمية الرقابة الذاتية في تناول القضايا الإعلامية، مؤكداً أن الخطوط الحمراء في الإعلام الإماراتي هي خطوط أخلاقية».
مواهب إعلامية
وحول استثمار الحكومة في القيادات ضمن مختلف القطاعات الحيوية، والتحديات التي تقف أمام إعداد كوادر إعلامية من الصفين الثاني والثالث، قال رئيس مركز الأخبار والنشر في «دبي للإعلام»، رئيس تحرير صحيفة «البيان»، سعود الدربي، إن «المؤسسات الإعلامية ليست وحدها المسؤولة عن صناعة المواهب وإعداد كوادر إعلامية من الصفين الثاني والثالث، فهذه مسؤولية مشتركة مع المؤسسات التعليمية أيضاً، وضعف هذه الكفاءات يعود إلى غياب الاهتمام بالتخصصات الصحافية، مشيراً إلى أن العديد من الجامعات ألغت تخصصات الصحافة من المنهاج التعليمي، وهذا شكّل عبئاً على اكتشاف وصناعة المواهب».
رؤية إعلامية مشتركة
بدوره أكد رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد»، الدكتور حمد الكعبي، «ضرورة تحديد المطلوب من الإعلام في الجانب الاقتصادي، مشيداً بأهمية الاتفاقية الموقعة بين مجلس دبي للإعلام ووزارة الاقتصاد، نظراً لحاجة السوق الإعلامية في الدولة لإعلاميين يتمتعون بحس واعٍ في التخصص الاقتصادي، مؤكداً وجود رؤية إعلامية مشتركة وموحدة بين جميع المؤسسات، إلى جانب نشرات وملاحق اقتصادية تعبر عن مكانة الدولة اقتصادياً».
المناطق الإعلامية
ورداً على سؤال وجهته مديرة الجلسة إلى مالك آل مالك، حول دور المناطق الإعلامية الحرة في تطوير وتعزيز مكانة المدن كمحفزات اقتصادية، ومدى النجاح في تكريس سمعة هذه المناطق لتعزيز جاذبيتنا الاستثمارية عالمياً على مستوى قطاع الإعلام، قال إن «المناطق الحرة في دبي تشهد أكبر تجمع إعلامي في المنطقة، حيث تجاوزت هذه المناطق وجود أكثر من 3500 مؤسسة إعلامية، مؤكداً أن القوانين والتشريعات وتحديثها المستمر يصبّ في مصلحة نمو قطاع الإعلام الذي ينعكس بدوره على الاقتصاد في الدولة».
د. ميثاء بوحميد:
• الإعلام الوطني هو التعبير الحقيقي لشكل المستقبل الذي نطمح له ومرآة قصة الإمارات وشعبها الطموح.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
اكتشاف المزيد من موقع الشامسي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.