القيمة السوقية للذكاء الاصطناعي اليوم 200 مليار دولار وستصل إلى 2 تريليون دولار بحلول 2030
استعرض سعادة داوود الهاجري، مدير عام بلدية دبي، بكلمته الرئيسية التي ألقاها خلال جلسة بعنوان “مدن الفرص”، ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات 2024، المُنعقدة في دبي، أبرز المحاور الرئيسة المُكونة لمُدن الفرص، وكيف أثبتت أنها حجر الزاوية في تشكيل مُدن المُستقبل، حتى باتت هذه المدن هي التي تقود المشهد العالمي اليوم.
وأكد سعادة داوود الهاجري، أن رغبة الحكومات وقادة المدن تبقى متشابهة، وهي خلق مستقبل أفضل للأجيال القادمة، مهما تعددت الثقافات والانتماءات التي ينحدرون منها، مشيراً إلى أن المدن التي استطاعت أن تقتنص وتصنع الفرص، هي المدن التي تقود المشهد العالمي اليوم، مستشهداً برؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، التي تؤكد أن وظيفة الحكومات الأساسية هي خلق الفرص للناس ليكونوا سعداء.
أمثلة الفرص
وفي حديثه عن أمثلة الفرص قال: “تختلف الفرص حول العالم، وكذلك تتباين قدرات الحكومات في تمييزها، إذ أن إدراك الفرص هي موهبة لا نمتلكها نحن الأفراد بنفس المستوى، وهذا ما يميز القادة والحكومات في سباق المدن فنرى أن كثيراً من المدن حولت تحدياتٍ ضخمة لفرص وقصص نجاح، وبعض المدن خلقت الفرص من الموارد المتاحة وألهمت مدن العالم“.
وضرب سعادته مثالاً عن أزمة كوفيد 19، وكيف نظر العالم على أنه تحدي، بينما كان هناك مدناً حولت هذا التحدي إلى فرصٍ، ساهمت في نموها الاقتصادي وتطوير البنية التحتية التقنية في جميع المجالات مثل؛ الأعمال الحكومية، التعليم، الصحة، لتصبح جاهزة ومستعدة تقنياً لأي تحدٍ مستقبلي.
وتابع: “أدركت بعض المدن أهمية الشباب كفرصة لبناء المستقبل، وتحريك عجلة النمو، وأنه لا تنمية راسخة لشعوب بدون شراكة مع الشباب، فشكلوا لهم وزاراتٍ للشباب يقودها الشباب نفسهم، ووضعوا ضمن أجندتهم الحكومية أولويات طموحة لتطويرهم وصناعة قصص نجاح معهم وبهم، واليوم نحن لدينا 200 مليون شاب عربي، أي 200 مليون طاقة إيجابية كما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم”.
إطار مدن الفرص
وتطرق الهاجري إلى أبرز المحاور والأسس التي تساعد المدن على تحديد فرصها والإسراع في اقتناصها وصنعها، والذي يتمثل بإطار مدن الفرص والمكون من 5 محاور، تشمل؛ الاقتصاد المعرفي والتكنولوجيا، والثقافة والمجتمع، والبيئة، والتخطيط وسهولة الوصول، وأخيراً البنية التحتية.
وأوضح أن تقنيات الذكاء الاصطناعي، كانت أكبر فرصة غيرت مجريات اللعبة والعالم خلال العام السابق، وكانت الأكثر حضوراً وتأثيراً في مختلف مجالات الحياة، إذ بلغت القيمة السوقية للذكاء الاصطناعي حتى اليوم ما يقارب 200 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 1.9 تريليون دولار بحلول 2030، مبيناً أن هذا ساهم في أن تكون أكثر من 60 % من قرارات الحكومات مبنية على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
دبي.. مدينة الفرص
وقال الهاجري: “عند الحديث عن دور الفرص في كتابة قصة تطور المدن، يتبادر إلى ذهننا مثال لدولة الـ 52 العام، الدولة التي تحولت من صحراء إلى أكثر الدول تقدماً على خارطة العالم، أسموها دولة المعجزة، دولة الإمارات العربية المتحدة، ونحن نقول هم من قادوا المعجزة، وحولوا الحلم إلى حقيقة يعيشها أبناء الإمارات اليوم، إنهم قادة الفرص المؤسسين الأوائل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما”.
وأضاف: “القادة المؤسسون صنعوا من حلم الاتحاد فرصة، ومن فرصة الاتحاد وصلنا إلى إنجازات الاتحاد، فاليوم حكومة الإمارات هي الأولى عالمياً في الكفاءة الحكومية، وشعبها من أسعد الشعوب، وبفضل رؤية قيادتها الرشيدة عانقت الفضاء، ووصلت بطموح شبابها إلى المريخ”.
وتابع سعادته حديثه عن إمارة دبي والتي باتت تُعرف بأنها أنها مدينة اقتناص الفرص، وكيف أصبحت تصنع الفرص لكل من سكانها والمقيمين فيها.
وقال: “دبي تحولت إلى عالمٍ كبيرٍ واسعٍ، وأصبحت تُلهم العالم في سرعة اقتناص الفرص وخلقها، بفضل قائد الفرص وصانع الأحلام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي قاد صناعة الأمل وتحويل التحديات إلى فرص وإنجازات، وتحولت معه الأحلام إلى واقع نعيشه اسمه دبي”.
واستعرض سعادة داوود الهاجري، لمحةً عن الرؤية الثاقبة التي تُجسد فكر ورؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، متطرقاً إلى إنشاء شركة طيران الإمارات التي جسدت تحويل الأحلام إلى فرص اقتصادية ضخمة، وصلت اليوم الشركة إلى أن تكون أكبر الناقلات الجوية في العالم.
وأضاف: “عندما لم يكن هناك أحد يفكر في الإنترنت، أنشأ سموه مدينة دبي للإنترنت لتصبح أكبر مجتمع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة، وأنشأ مدينة دبي للإعلام، وجعل دبي مركزاً إقليمياً وعالمياً رائداً للإعلام، ومد جسراً للخدمات المالية بين المنطقة والأسواق العالمية عن طريق مركز دبي المالي العالمي”.
بلدية دبي والفرص
وأوضح سعادته، أن بلدية دبي اقتنصت الفرص في الذكاء الاصطناعي ودمجتها في مجالات العمل البلدي، بشكلٍ يدعم رؤيتها في أن تكون بلدية رائدة لمدينة عالمية تعمل على جعل إمارة دبي أكثر جاذبية واستدامة وريادة وجَودةً للحياة كل يوم.
وقال: “تواجه الحكومات دائماً في مجال التخطيط التوقعات العالية من السكان وتسعى لتفي بهذه التوقعات المتسارعة، من هنا بادرنا في بلدية دبي إلى استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي (Urbanist AI)، للتخطيط الحضري، والتي تعمل على مساعدة المخططين لتوليد حلول للبيئات الحضرية، بما يدعم تقديم توصيات دقيقة في تخطيط المدن، ونتج عن ذلك توفيراً في التكلفة والجهد وصل إلى 80%“.
وتابع سعادته: “إلى اليوم، تُشكل معالجة النفايات تحدياً للمدن حول العالم، ونحن في بلدية دبي نظرنا إليها على أنها فرصة اقتصادية ثمينة، إذ أصبحت النفايات تضيء 135 ألف وحدة سكنية في إمارة دبي عن طريق أكبر مركز لمعالجة النفايات وتحويلها إلى طاقة في العالم، الذي يعمل بأحدث تقنيات وأنظمة الذكاء الاصطناعي”.
وأضاف الهاجري: “محطات الصرف الصحي تعالج أكثر من 360 مليون متر مكعب سنوياً، استغلينا هذا المورد كفرصة لإطلاق برنامجنا الطموح “دبي الخضراء”، والذي استطعنا من خلاله زراعة أكثر من 700 ألف شجرة خلال الخمس السنوات الماضية، باستخدام المياه المعاد تدويرها ومن خلال مشتل بلدية دبي والذي يعمل بالذكاء الاصطناعي وينتج 90 مليون شتلة سنوياً”.
وتطرق مدير عام بلدية دبي إلى الجهود التي بذلتها دبي في خلق مساحات جذب جديدة، والتي أسهمت في توفير تجربة جديدة في الشواطئ الليلية لتصبح معها شواطئ دبي نابضة بالحياة على مدار الساعة لا تنام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
اكتشاف المزيد من موقع الشامسي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.