«الإعدام» لقاتل صديقته بعد قصة حب جنونية
قضت محكمة الجنايات في دبي، بعد مداولات استمرت ثلاث سنوات ونصف السنة تقريباً، بالإعدام بإجماع آراء هيئتها القضائية الموقرة، بحق عاطل عربي، قتل صديقته السابقة ذبحاً، بعد قصة حب جنونية.
وأفادت تفاصيل الدعوى بأن المتهم كمن للمجني عليها في مقر سكنها، وانتظر خلف باب سلم الطوارئ، وأعد كل ما يلزمه من سكين وحبل ومطرقة ورباط بلاستيكي وعصا وشريط لاصق، وما إن وصلت حتى انقض عليها وجذبها عنوة خلف باب الدرج، وتمكن من شل حركتها، ثم نحرها بسكين في أسفل رقبتها، بحسب وصف النيابة العامة في دبي، التي أحالته إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
وسبق جريمة القتل – بحسب تحقيقات النيابة – مواقف بالغة الغرابة، تعكس حالة عشق نادرة انتهت بشكل مأساوي، إذ سبق للمتهم احتجاز المجني عليها وتهديدها، وانهياره أمامها، طالباً منها الصفح والعودة إليه.
اعترافات
واعترف المتهم في تحقيقات النيابة العامة بجريمته، وقال إنه تعرف إلى المجني عليها بأحد المطاعم في عام 2017، وكان يساعدها مادياً، ويسافران معاً، ويسهم معها في إيجار شقتها، ويزورها بشكل متكرر في شقتها قادماً من إمارة أخرى، وظلا على علاقة جيدة طوال عامين.
وأضاف أنه شاهد صوراً لها في شهر أبريل من عام 2019 على أحد تطبيقات المواعدة والتعارف فثار وغضب، وانقطعت علاقتهما، خصوصاً في ظل إصرار أهله على تركها، لكنه عانى كثيراً لأنه يحبها بقوة، وترك فراقها حسرة في قلبه، حتى أثر هذا الانفصال على عمله وحياته، وفُصل من عمله.
وتابع أنه زارها في مقر عملها في يناير من العام التالي، ومن ثم تجددت علاقتهما، وصارا يتواعدان مرة أخرى، ثم أخبرته بأنها غيّرت عنوان مسكنها إلى مجمع سكني آخر، دون أن تبلغه باسم البرج أو الشقة، ما أثار الشكوك في نفسه، لافتاً إلى أنه انزعج منها مجدداً حين شاهدها على تطبيق المواعدة مرة أخرى، وحاول الابتعاد عنها، إلا أنها أصرت على استمرار علاقتهما التي مرت بمنحنيات كثيرة صعوداً وهبوطاً بعد ذلك، إلى أن أرسلت إليه رسالة في شهر أبريل من عام 2020، تخبره بأنها لا تريد الاستمرار في ارتباطها به، فسألها إن كانت تواعد غيره، فصدمته بأنها ارتبطت بآخر.
وشعر المتهم بغضب كبير، وقال لها صراحة: «ارتبطي بمن تريدين خارج الدولة، لكن لا أريد مشاهدتك مع أحد هنا»، فغضبت وأخبرته بأنها ستبلغ الشرطة، فحاول إصلاح الأمر بزيارتها في مقر عملها، لكنها رفضت تماماً العودة.
وبتاريخ الـ10 من يونيو 2020 فوجئ باتصال منها تطلب إقراضها 55 ألف درهم، فلم يخبرها بأنه مفصول من عمله لفرط حبه لها، وأبلغها بأنه يملك 30 ألف درهم، وحوّل لها المبلغ دون أن يعرف سبب القرض، آملاً في أن يكون مقدمة لعودتهما، ثم سألها إن كانت قد ارتبطت بشخص آخر، فأجابته بعد محاولات عدة للتهرب من السؤال بأنها فعلت ذلك مرة واحدة، فانفجر فيها وشتمها، ما دفعها إلى عدم الرد عليه، ثم ردت له النقود التي اقترضتها منه، وأغلقت باب التواصل معه كلياً، فجن جنونه.
معاناة عاطفية
وكشف المتهم في التحقيقات، عن رد فعل يعكس معاناته العاطفية، إذ قرر البحث في مواقف سيارات كل بناية موجودة بالمجمع السكني الذي تقيم به عن سيارتها، واستطاع بالفعل التوصل إلى البناية، ثم حاول تحديد شقتها، معتمداً على نظرية غريبة، تتمثل في اعتيادها على ترك أحذيتها خارج الشقة، ونجحت محاولته، إذ استطاع الوصول إلى الشقة، وبحث داخل الأحذية عن المفتاح، آملاً في أن تكون تركته في أحدها، كما اعتادت أن تفعل معه سابقاً، وظل يتردد يومياً على الشقة، إلى أن وجد المفتاح بالفعل، فاصطنع لنفسه نسخة منه وأعاده إلى مكانه.
وتابع المتهم في اعترافاته أمام النيابة العامة أنه دخل شقتها خلسة لكي يرى كيف تعيش، ولاحظ أنها لا تملك مرآة لتسريح شعرها، فاشترى واحدة لها ثم طلب مقابلتها، وأعطاها المرآة، لكنها شكت في دخوله إلى شقتها، فأكد لها أنه لم يفعل ذلك، وطلب منها العودة مرة أخرى إليه، لكنها رفضت.
وأشار إلى أنه كان يراقب بنايتها ذات يوم، وشاهدها تنزل من شقتها مرتدية فستان سهرة، وغادرت، وانتظرها لمدة يومين، لكنها لم تأتِ، فانهار، وأدرك أنها على علاقة بشخص ما، ثم استشاط غضبه حين ورده اتصال من شخص، ادعى أنه من الشرطة، وطلب منه الابتعاد عنها، فغضب كثيراً، واشترى أدوات الجريمة، ثم توجه إلى مقر سكنها، ودخل الشقة واختبأ فيها إلى أن وصلت، وبمجرد دخولها كان مختبئاً خلف الباب، وفور أن شاهدته حاولت الفرار، لكنه أمسك بها، وأحكم قبضته على رقبتها، وربط يديها، ولكمها على رأسها حتى لا تصرخ، ثم أجلسها على السرير، وطلب منها الاعتراف والإفصاح عن الأشخاص الذين عرفتهم في غيابه، فأخبرته بهوية الشخص الذي هدده، وأنه من إمارة أخرى.
وأشار إلى أنها هي التي طلبت من ذلك الشخص الاتصال به لتهديده، فغضب وأشهر السكين في وجهها، فجلست وقبلت يديه ورجليه، فانهار عاطفياً، وفك رباط يديها، وأعطاها السكين والمفتاح حتى تشعر بالاطمئنان، وأبلغها بأن بإمكانها الاتصال بالشرطة، وانخرط في البكاء، فأخبرته بأنها متعبة، ثم أخذ الأدوات التي أحضرها وغادر الشقة، وسلمها نسخة المفتاح التي بحوزته، لكنه احتفظ بنسخة أخرى، وفعل شيئاً أغرب في اليوم ذاته، إذ عاد مجدداً إلى الشقة، وقام بتنظيفها لها، واشترى لها الطعام والورود، وكتب لها رسالة، مفادها «أنت حرة، افعلي ما تريدين مع أي شخص، لكن اقضي معي ليلتين مثل صديقك الآخر»، لكنها لم ترد عليه، فتوجه إلى شقتها، وطرق الباب، لكنها رفضت أن تفتح له، وطلبت منه الانصراف لأنها خائفة منه.
وقال إن صديقته أبلغت عنه الشرطة، وتم استدعاؤه، وإلزامه بتوقيع تعهد بعدم التعرض لها أو إيذائها، لكنه ظل يراقبها ويشاهدها تخرج وتدخل دون أن يستطيع العودة مجدداً إلى الشقة، لأنها غيرت القفل، وشعر بالعجز والغضب.
• جريمة القتل سبقتها مواقف بالغة الغرابة تعكس حالة عشق نادرة انتهت بشكل مأساوي.
• انفصال الضحية عن صديقها جعله يثور ويغضب ويهددها مرات عدة.
قُبلة بعد القتل
في يوم الجريمة كمن الجاني للضحية خلف باب درج الطوارئ، وشاهدها حين وصلت إلى الشقة، لكن قبل دخولها ظلت تراسل شقيقتها هاتفياً عبر «واتس أب»، ثم لاحظت أن باب الدرج مفتوح، وكأنها كانت تشعر بوجوده، فتوجهت إلى هناك للتحقق، فخرج لها، وطلب منها عدم الصراخ، مشهراً السكين في وجهها لتخويفها، وأخبرها بأنه يريد الدخول معها إلى شقتها، لكنها رفضت، وبدأت تقاومه، فأدخلها إلى غرفة درج الطوارئ، وسقطا معاً، وهنا حاول شخص غريب فتح الباب، لكن الجاني دفع الباب بيده اليمنى، محاولاً منعه، فقاومته المجني عليها، وجرحت إصبعه، فطعنها مرتين في رقبتها، ثم نحرها.
وأوضح أنه نزل عن طريق السلم إلى الطابق السادس، وركب المصعد، ونزل إلى سيارته، لكنه عاد إليها مرة أخرى، وشاهدها وهي غارقة في دمائها، فقبَّل رأسها، وأثناء محاولته مغادرة المكان سقط على ظهره بسبب الدماء الغزيرة، فشاهده أحد حراس الأمن وامرأة أخرى أبلغت الشرطة، لكنه استطاع الوصول إلى سيارته، وتوجه إلى منزل صديقه، وقام بتغيير ملابسه وغادر، وأوقف سيارته بالقرب من مركز تجاري ونام قليلاً، إلى أن شاهد سيارة بجانبه، فأدرك أنها للتحريات، وحين رآهم يتجهون ناحيته نزل، وسلم نفسه، وأخبرهم بما حدث، لتنتهي قصته بالإعدام.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
اكتشاف المزيد من موقع الشامسي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.